يحكى ان حماراً كان ماشيا في الغابة فوجد جلد سبع كان الصيادون قد بسطوه على الارض ليجف فأخذه الحمار ولبسه ليبدو في مثل هيئة السبع ثم مشى يتبختر بزيه الجديد حتى وصل القرية فلما ابصره الناس خافوا وارتعبوا وظنوه سبعا حقيقيا وجروا في كل مكان ليتوارو منه سر الحمار لما راه سرور عظيما فأخذ يتنقل بين المزارع معجبا بنفسه مباهيا بقوته ياكل كل ما يقابله من طعام دون ان يعترض عليه احد خوفا من قوته وبطشه على انهم بدأوا يشكون في امره كلما رأوه لاياكل اللحم كما تفعل الاسود ولكن خوفهم منه منعهم من الاقتراب منه ولما زاد اعجاب الحمار بنفسه حلا له ان ينهق لانه وجد في النهيق لذة فلم يكد يرفع صوته حتى عرف الناس انه حمار فأطمأنوا بعد خوف واقتربوا منه بعد ابتعاد ثم لم يلبث صاحبه ان عرفه حين دقق النظر اليه فجره من رقبته واهوى عليه ضربا بعصاه لانه كان سببا في انزعاج القرية وخوف اهلها اياما طويلة ثم قاده الى الزريبة وهو يقول له في استهزاء وسخرية (( تعال لتحمل الاحجار فقد عرفتك ايها الحمار ))
وكم في الناس من تلبس جلد السباع ثم لاتكاد تنطق حتى ينكشف عنها ثوب الخداع !